قال ابن عثيمين: " يعني مهما قال الذين ظلموا من كلام، ومهما قالوا من زخارف القول، ومهما ضايقوا من المضايقات فلا تخشوهم" (?).
قال الشيخ السعدي: " لأن حجتهم باطلة، والباطل كاسمه مخذول، مخذول صاحبه، وهذا بخلاف صاحب الحق، فإن للحق صولة وعزا، يوجب خشية من هو معه، وأمر تعالى بخشيته، التي هي أصل كل خير، فمن لم يخش الله، لم ينكف عن معصيته، ولم يمتثل أمره" (?).
قوله تعالى: {وَاخْشَوْنِي} [البقرة: 150]، أي: "وخافوني" (?).
قال أبو السعود: أي: " فلا تخالفوا أمرى" (?).
قال الزمخشري: أي: " فلا تخالفوا أمرى وما رأيته مصلحة لكم" (?).
قال ابن كثير: أي: "وأفْرِدُوا الخشية لي، فإنه تعالى هو أهل أن يخشى منه" (?).
قال ابن عثيمين: " الأمر هنا للوجوب بلا شك؛ الواجب على المرء أن يخشى الله وحده." (?).
قال المراغي: أي: " فلا تخالفوا ما جاءكم به رسولى عنى، فأنا القادر على جزائكم بما وعدتكم" (?).
قال أهل العلم: "وفي هذا إيماء إلى أن صاحب الحق هو الذي يخشى جانبه، وأن المبطل ينبغي ألا يؤبه له، فإن الحق دائما يعلو، وما آفة الحق إلا ترك أهله له، وخوفهم من أهل الباطل" (?).
قال القرطبي: "الخشية أصلها طمأنينة في القلب تبعث على التوقي، والخوف: فزع القلب تخف له الأعضاء، ولخفة الأعضاء به سمي خوفا، ومعنى الآية التحقير لكل من سوى الله تعالى، والأمر بإطراح أمرهم ومراعاة أمر الله تعالى (?).
قوله تعالى: {وَلأتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ} [البقرة: 150]، " أي وأمرتكم بما مر، لإتمام النعمة عليكم لما أنه نعمة جليلة" (?).
قال الزمخشري: أي: " ولإتمامى النعمة عليكم، أمرتكم بذلك، " (?).
قال ابن كثير: أي: "ولأتم نعمتي عليكم فيما شرعت لكم من استقبال الكعبة، لتكمل لكم الشريعة من جميع وجوهها" (?).
قال الصابوني: " أي أتمّ فضلي عليكم بالهداية إِلى قبلة أبيكم إبراهيم والتوفيق لسعادة الدارين" (?).
قال الثعلبي: أي: " ولكن أتم نعمتي بهدايتي اياكم إلى قبلة إبراهيم فتتم لكم الملة الحنيفية" (?).
قال ابن عثيمين: أي" في هذه الشريعة الخاصة ــــ وهي استقبال الكعبة بدلاً عن بيت المقدس" (?).