2 - ومنها: أنه ما دام الحق من الله فإنه يجب أن يؤمن الإنسان به، وأن لا يلحقه في ذلك شك، ولا مرية.
3 - ومنها: أن كل شيء خالف ما جاء عن الله فهو باطل؛ لقوله تعالى: {فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون} [يونس: 32].
4 - ومنها: تقوية الرسول صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه من الحق - وإن كتمه أهل الكتاب - لأن الإنسان بشر؛ لما أنكر هؤلاء الذين أوتوا الكتاب الحق قد يعتري الإنسان شيء من الشبهة - وإن كان بعيداً؛ فبين الله سبحانه وتعالى أن ما جاء به هو الحق؛ لقوله تعالى: {الحق من ربك}.
5 - ومنها: عناية الله سبحانه وتعالى بالنبي بذكره بالربوبية الخاصة؛ لقوله تعالى: {من ربك}.
6 - ومنها: أن الشك ينافي الإيمان؛ لقوله تعالى: {فلا تكونن من الممترين}.
7 - ومنها: أنه قد ينهى عن الشيء مع استحالة وقوعه؛ لقوله تعالى: {فلا تكونن من الممترين}؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يكون من الممترين.
8 - ومنها: عناية الله سبحانه وتعالى بالرسول صلى الله عليه وسلم بالتثبيت؛ لأن قوله تعالى له: {الحق من ربك} يقتضي ثباته عليه؛ وقوله تعالى: {فلا تكونن من الممترين} يقتضي استمراره على هذا الثبات؛ ولا شك أن في هذا من تأييد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتثبيته ما هو ظاهر.
القرآن
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)} [البقرة: 148]
التفسير:
ولكل أمة من الأمم قبلة يتوجَّه إليها كل واحد منها في صلاته، فبادروا - أيها المؤمنون- متسابقين إلى فِعْل الأعمال الصالحة التي شرعها الله لكم في دين الإسلام. وسيجمعكم الله جميعا يوم القيامة من أي موضع كنتم فيه. إن الله على كل شيء قدير.
قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [البقرة: 148]، "أي ولكل أمة جهة توليها في صلاتها" (?).
قال ابن عباس: " يعني بذلك: أهل الأديان، يقول: لكل قبلة يرضونها. ووجه الله حيث توجه المؤمنون" (?).
قال أبو العالية: " قال: لليهودي وجهة هو موليها، (وللنصارى) وجهة هو موليها، وهداكم الله أنتم أيتها الأمة (القبلة) التي هي القبلة" (?). وروي عن مجاهد في أحد قوليه. والضحاك، وعطاء، والسدي، والربيع نحو ذلك (?).
قال الثعلبي: " أي ولكل أهل ملة قبلة، مستقبلها ومقبل إليها" (?).
قال البيضاوي: " ولكل أمة قبلة، أو لكل قوم من المسلمين جهة وجانب من الكعبة" (?).
قال الصابوني: " أي لكل أمة من الأمم قبلةٌ هو مولّيها وجهه أي مائل إِليها بوجهه" (?).
وروي عن مجاهد في قوله {لكل وجهة هو موليها}، قال: "أمر كل قوم أن يصلوا إلى الكعبة" (?). وروي عن الحسن نحو ذلك (?).