قال الزجاج: " أي من الشاكين والخطاب أيضا عام أي فلا تكونوا من الشاكين" (?).
قال الصابوني: "والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته" (?).
قال الواحدي: "يعني: فلا تكونن من الممترين في الجملة التي أخبرتك من أمر القبلة، وعناد من كتم النبوة، وامتناعهم من الإيمان بك" (?).
قال الثعلبي: " والخطاب في هذه الآية: وفي ما قبلها للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره، وكل ما ورد عليك من هذا النحو فهو سبيله" (?).
قال ابن عثيمين: " والخطاب هنا للرسول صلى الله عليه وسلم؛ وهذا النهي يراد به التثبيت؛ إذ لا يمكن وقوع الامتراء من النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما أن أمر المؤمن بالإيمان يراد به الثبوت، والاستمرار عليه، كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل} [النساء: 136]، كما أن الشرط قد يعلق بما لا يمكن وقوعه كما سبق في قوله تعالى: {ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذاً لمن الظالمين} [البقرة: 145] " (?).
و(المرية): الشك، ومنه: الامتراء والتماري (?)، وأنشد الطبري قول الأعشى (?):
تَدِرُّ عَلَى أَسْوُقِ المُمْتَرِينَ ... رَكْضًا، إِذَا مَا السَّرَابُ ارْجَحَنّ
قال ابن عطية: " ووهم في ذلك لأن أبا عبيدة وغيره قالوا: الممترون في البيت هم الذين يمرون الخيل بأرجلهم همزا لتجري كأنهم يحتلبون الجري منها، فليس في البيت معنى من الشك كما قال الطبري" (?).
وقال الراغب: "المرية: التردد في الأمر، وهو أخصمن الشك، والامتراء والمماراة: المحاجة فيما فيه مرية" (?).
وقد اختلف العلماء في تحديد نوع (المرية) في قوله {فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 147]، على أقوال (?):
أحدها: فلا تكونن من الممترين في أن الذين تقدم ذكرهم علموا صحة نبوتك، وأن بعضهم عاند وكتم، قاله الحسن.
وثانيها: بل يرجع إلى أمر القبلة. قاله الربيع (?).
وثالثها: إلى صحة نبوته وشرعه.
والقول الثالث هو الأقرب، "لأن أقرب المذكورات إليه قوله: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} فإذا كان ظاهره يقتضي النبوة وما تشتمل عليه من قرآن ووحي وشريعة، فقوله: {فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} وجب أن يكون راجعا إليه" (?). والله تعالى أعلم.
الفوائد:
1 - من فوائد الآية: أن ما جاء من عند الله فهو حق؛ لقوله تعالى: {الحق من ربك}.