من الناس - وهم اليهود - ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ قال الله تعالى: {قل لله المشرق والمغرب} إلى آخر الآية" (?).

قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ} [البقرة: 142]، "أي سيقول ضعفاء العقول من الناس" (?).

قال الطبري: يعني: سيقول الجهال من الناس، وهم اليهود وأهل النفاق" (?).

قال البيضاوي: " يريد به المنكرين لتغيير القبلة من المنافقين واليهود والمشركين" (?).

قال المراغي: " أي سيقول الذين خفّت أحلامهم، وامتهنوا عقولهم بالتقليد والإعراض عن النظر، والتأمل من المنكرين تغيير القبلة من المنافقين واليهود والمشركين على جهة الإنكار والتعجب" (?).

وفي والمراد بـ {السفهاء} [البقرة: 142]، هَا هُنَا ستة أقوال:

أحدها: أنهم اليهود، وهو قول ابن عباس (?)، ومجاهد (?)، والبراء (?)، والحسن (?).

قال الزمخشري: وذلك" لكراهتهم التوجه إلى الكعبة، وأنهم لا يرون النسخ" (?).

ومن جهة أخرى أنهم كانوا يأنسون بموافقة الرسول لهم في القبلة، وكانوا يظنون أن موافقته لهم في القبلة ربما تدعوه إلى أن يصير موافقا لهم بالكلية، فلما تحول عن تلك القبلة استوحشوا من ذلك واغتموا وقالوا: قد عاد إلى طريقة آبائه، واشتاق إلى دينهم، ولو ثبت على قبلتنا لعلمنا أنه الرسول المنتظر المبشر به في التوراة، فقالوا: ما حكى الله عنهم في هذه الآية (?).

والثاني: المنافقون، وهو قول السدي (?).

قال الزمخشري: " لحرصهم على الطعن والاستهزاء" (?).

والثالث: كفار قريش. حكاه الزجاج (?)، وقاله الحسن، والأصم (?).

إذ أنهم: "قالوا: رغب عن قبلة آبائه ثم رجع إليها، واللَّه ليرجعن إلى دينهم" (?).

الرابع: أنهم اليهود ومشركو مكة، قاله البغوي (?)، والواحدي (?).

الخامس: أنهم اليهود وأهل النفاق، قاله الطبري (?)، والسمرقندي (?)، وعزاه ابن عطية للسدي (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015