قال ابن عثيمين: " أي أننا لا نسأل عنكم، ولا تُسألون عنا؛ كل له عمله؛ وسيجازيه الله به يوم القيامة" (?).

قال القاسمي: " أي نحن برءاء منكم ومما تعبدون، وأنتم برءاء منا. كما قال في الآية الأخرى: {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} [يونس: 41]. وقال تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ} [آل عمران: 20] الآية" (?).

قال البيضاوي: " فلا يبعد أن يكرمنا بأعمالنا، كأنه ألزمهم على كل مذهب ينتحلونه إفحاماً وتبكيتاً، فإن كرامة النبوة إما تفضل من الله على من يشاء والكل فيه سواء، وإما إفاضة حق على المستعدين لها بالمواظبة على الطاعة والتحلي بالإخلاص. وكما أن لكم أعمالاً ربما يعتبرها الله في إعطائها، فلنا أيضاً أعمال" (?).

قال الزجاج: "ثم أعلموهم أنهم مخلصون، وإخلاصهم إيمانهم بأن الله عز وجل واحد، وتصديقهم جميع رسله، فاعلموا أنهم مخلصون، دون من خالفهم" (?).

وقال الرازي: " فالمراد منه النصيحة في الدين كأنه تعالى قال لنبيه: قل لهم هذا القول على وجه الشفقة والنصيحة، أي لا يرجع إلى من أفعالكم القبيحة ضرر حتى يكون المقصود من هذا القول دفع ذلك الضرر وإنما المراد نصحكم وإرشادكم إلى الأصلح، وبالجملة فالإنسان إنما يكون مقبول القول إذا كان خاليا عن الأغراض الدنيوية، فإذا كان لشيء من الأغراض لم ينجع قوله في القلب ألبتة فهذا هو المراد فيكون فيه من الردع والزجر ما يبعث على النظر وتحرك الطباع على الاستدلال وقبول الحق" (?).

قوله تعالى: {وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ} [البقرة: 139]، أي: ونحن "مخلصون لله الدينَ، لا نشرك به شيئاً" (?).

قال البيضاوي: أي: " موحدون، نخصه بالإيمان والطاعة دونكم" (?).

قال الطبري: " إذ عبد بعضكم العجلَ، وبعضكم المسيحَ، فأنَّى تكونون خيرًا منا، وأولى بالله منا؟ " (?).

قال ابن عطية: " أي ولم تخلصوا أنتم، فكيف تدعون ما نحن أولى به منكم؟ " (?).

قال أبو السعود: أي مخلصون له" في تلك الأعمال لا نبتغي بها إلا وجهَه، فأنّى لكم المُحاجّةُ وادعاء حقية ما أنتم عليه والطمعِ في دخول الجنة بسببه ودعوةِ الناس إليه" (?).

قال القاسمي: أي" لا نشرك به شيئا، وأنتم تشركون به عزيرا والمسيح والأحبار والرهبان" (?).

قال النسفي: "والمخلص أحرى بالكرامة وأولى بالنبوة من غيره (?)،

قال القرطبي: "وفيه معنى التوبيخ، أي ولم تخلصوا أنتم فكيف تدعون ما نحن أولى به منكم" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015