* الكتابة والخط: كانت الكلمة ولا زالت، ميدانا رحبا للجمال الفني، سواء كانت نثرا أو شعرا، ولقد تبوأ الخط والكتابة مكانة عظيمة، منذ بدء الوحي حيث اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم كتابا للوحي، يكتبون كل ما ينزل من القرآن، فكتب على جريد النخل، وصفائح الحجارة، وجلود الأنعام، والأخشاب كما نقل من ذلك وكتب في مصحف واحد في عهد أبي بكر الصديق عندما خشي ضياعه بذهاب القراء في الجهاد. ولقد برع الكتاب براعة عظيمة، عندما أصبح الخلفاء والأمراء والخطباء والعلماء، والشعراء وغيرهم من صناع الكلمة ومصدرها، ذوي منزلة في المجتمع، وأصحاب الشأن في الدولة، فبلغ الخط والكتابة شأوا بعيدا، وحظي بعناية فائقة من المسلمين، وتفنن الناس فيه، حين صار أداة ضرورية للمعرفة، فأكسبوه ألوانا وأشكالا، فوجد الخط الكوفي، والفارسي، والنسخي والرقعي، والمغربي والديوانى والثلث، كما فَرَّعُوا عليها فروعا كثيرة، لا يسع المجال لذكرها.