وقد بقي من القصور القديمة، في الأندلس (أسبانيا الآن) بقية، يعد قصر الحمراء في غرناطة من أهمها، أما القصور الحديثة فكثيرة ومتعددة، لا يحصيها العد كثرة، يراها كل الناس في البلاد التي يقطنها المسلمون، وستبقى كل من البيوت والقصور، تحكي ما وصل إليه المعماريون المسلمون من فن وعبقرية، وعلم عميق بالهندسة. على أن عمارة البيوت والقصور، والعناية بنقشها وزخرفتها، يجب أن يكون في حدود المنهج الإسلامي، الذي لا يسمح بالإسراف والتبذير ولا يرضي بالشح والتقتير، ولكنه بالتوسط والاعتدال، ولا ينسين المرء الجمال المادي ما حققه الإسلام من الجمال المعنوي، الذي يجعل كل إنسان، يهتم بالأمور الضرورية التي هي أكثر أهمية من غيرها، فجمال القاضي بعدله وإنصافه، وجمال الحاكم باهتمامه بشئون رعيته، وسهره لأمنهم وراحتهم، وجمال الغني بصدقته وإنفاقه، وجمال الفقير بكده وعمله لذا قال الله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} وقال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}