القيامه الصغري (صفحة 120)

خطأ يحتاج إلى تقويم، ولا يوجب ترك النصوص الصحيحة، فإن سلفنا الصالح مع إيمانهم بالغيب الصادق، لم يقعدوا عن الجهاد، ولم يتركوا العمل.

ويمكن أن يوجه لوم شديد للذين ينزلون ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الغيوب على غير وقائعها، فيحملون النصوص ما لا تحتمل، ويدعون دعاوي يضلون بها العباد، كالذين ادعوا المهدية على مدار التاريخ، إلا أن هذا خطأ هؤلاء، والخطأ يقوَّم، ولا يدفعنا هذا الخطأ إلى إنكار ما صحت به النصوص، فالحق حق، والباطل باطل، ولا ندفع الباطل بإنكار الحق.

والذين ينكرون علينا اشتغالنا بهذه النصوص الصحيحة في هذا الجانب نُوجِّه أنظارهم إلى الجهود الهائلة التي يبذلها العلماء المعاصرون للكشف عن الغيب المجهول في الماضي البعيد، والغيب المجهول في الحادثات المقبلة، والغيب المجهول في الفضاء الذي يحيط بنا، ولذلك نراهم يبحثون في آثار الماضين، وما أبقوه من كتابات وصنائع وخرائب، ونراهم يهتمون بما يقوله المتنبئون والكهان والعرافون، وما يقوله هؤلاء كذب لا تكاد تجد فيه للحقيقة مكان، ونراهم يصنعون المناظر المكبرة، والمراصد الهائلة، بل ويرسلون الأقمار الصناعية لريادة الفضاء، كي يعلموا ما لا يعلمون، فإذا كان هذا هو حال البشر، يرغبون دائماً في التعرف على ما لا يعرفون، ومعرفة الماضي والآتي، ومعرفة الكون من حولهم، أفلا يكون الإطلاع على حقائق الأمور من الجهة التي لا تكذب أبداً أولى وأحرى!! ‍‍‍إن المعلومات التي جاءت بها النصوص في هذا المجال معلومات قيمة لا تقدر بثمن، ولكن البشرية تكابر كثيراً عندما ترفض الأخذ بخبر الوحي الصادق، وتخسر كثيراً عندما تعرض عن هذه العلوم الطيبة، ثم إن أقواماً يريدوننا أن نبتعد عن دارسة هذا المجال من خلال نصوص الوحي، بينما - هم - يلهثون وراء الأخبار التي يأتيهم بها علماء الغرب في هذا المجال، وإن كان فيها خلط كثير، وكذب كثير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015