قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم قادر، وهو فرض على الكفاية, ويصير فرض عين على القادر الذي لم يقم به غيره.
والقدرة هي السلطان والولاية، فذووا السلطان أقدر من غيرهم, وعليهم من الوجوب ما ليس على غيرهم, فإن مناط الوجوب القدرة, فيجب على كل إنسان بحسب قدرته.
قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}.
وجميع الولايات الإسلامية إنما مقصودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من أوجب الأعمال وأفضلها وأحسنها, ولا يتم إلا بالعقوبات الشرعية؛ فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. انتهى.
فبين رحمه الله تعالى أن ذوي السلطان والولاية هم أهل القدرة, وأن عليهم من الوجوب ما ليس على غيرهم, وأنه يصير فرض عين عليهم إذا لم يقم به غيرهم.
ويشهد لصحة هذا أن الله تعالى وبخ علماء بني إسرائيل, وذمهم على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولولا أنه متعين عليهم لما خصهم بالذم والتوبيخ.
قال الله تعالى: {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.