قال ابن كثير رحمه الله تعالى: الربانيون: هم العلماء العمال أرباب الولايات عليهم. والأحبار: هم العلماء فقط.

وقد تقدم هذا التفسير مع الكلام على الآية قريبًا.

وقد تقدم أيضًا قول علي رضي الله عنه: إنما هلك من كان قبلكم بركوبهم المعاصي, ولم ينههم الربانيون والأحبار ... إلى آخره.

ومن هذه الأدلة العامة يعلم أن المسئولية أمام الله واقعة على عاتق جميع الطبقات من المسلمين.

وأول مسئولية وأعظمها تقع على عاتق الإمام الأعظم؛ لأن له السلطة الكاملة، وهو المنفذ لأحكام الله, والحامي لحدود الله.

وعلى كل من حوله مساعدته ومؤازرته في ذلك بكافة الوسائل, وبالتنبيه والمناصحة, وبذلك تبرأ ذمتهم, وإلا فهم آثمون, ومسئولون عما أضاعوه من هذا الواجب العظيم، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» لا سيما من وضع ثقته فيهم, ووكل إليهم الأمر والنهي, وجعلكم واسطة بينه وبين رعيته.

ثم يليه في عظم المسئولية أشراف الناس على اختلاف طبقاتهم في الشرف، سواء كان بعلم أو بنسب أو بجاه، أو بمال أو بعشيرة، أو بشجاعة، أو بقلم، أو بغير ذلك مما عده الناس شرفًا يحمي صاحبه من أن يستخف به، أو يستهان بكرامته.

وإذا علم هذا فكل شخص له شرف يحميه من أهل الباطل وأنصارهم يرى منكرًا، أو يعلم به, ثم لا يعمل على تغييره, فهو آثم ومسئول مسئولية كبيرة, وخاصة أهل المقامات الذين لا يخشون سوطًا, ولا سجنًا, ولا غير ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015