ومن ذلك افتتانهم بالقومية العربية، وترغيبهم فيها, وهي من عزاء الجاهلية وعصبيتها.
إلى غير ذلك من الفتن التي قد تهوك فيها كثير من الناس, وأشربتها أهواؤهم, فأصروا على ارتكابها مع العلم بتحريمها.
وهؤلاء أعظم جرمًا ممن يعمل المعاصي جاهلا بتحريمها.
وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال وهو على المنبر: «ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا, وهم يعلمون» رواه الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما, وإسناده جيد.
وكثير من الناس يرون بعض هذه المنكرات من المعروف, ويأمرون غيرهم بها ويرغبونهم فيها، وهذا مصداق ما رواه رزين عن علي رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر, ونهيتم عن المعروف» قالوا: يا رسول الله، وإن ذلك لكائن قال: «نعم وأشد». «كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرًا, والمنكر معروفًا» قالوا: يا رسول الله، وإن ذلك لكائن قال: «نعم».
وقد تقدم هذا الحديث بتمامه في أول الكتاب فليراجع.