ولا نقص قوم المكيال والميزان, إلا قطع عنهم الرزق، ولا حكم قوم بغير الحق إلا فشا فيهم الدم، ولا ختر قوم بالعهد إلا سلط الله عليهم العدو.
الختر: هو الغدر ونقض العهد.
وروى الطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما نقض قوم العهد قط, إلا كان القتل بينهم، ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط, إلا سلط الله عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة, إلا حبس الله عنهم القطر» قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم, ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وقال ميمون بن مهران: ما أتي قوم في ناديهم المنكر, إلا عند هلاكهم. رواه أبو نعيم في الحلية.
الخامسة عشرة: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستنقذان صاحبهما من ملائكة العذاب, كما في حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في منامه الطويل: «ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الزبانية, فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر, فاستنقذه من أيديهم, وأدخله في ملائكة الرحمة». رواه الطبراني وغيره.
وقال أبو موسى المديني: هذا حديث حسن جدا, ذكر ذلك عنه ابن القيم رحمه الله تعالى.
وقال ابن القيم: هو حديث عظيم شريف القدر, ينبغي لكل مسلم أن يحفظه. قال: وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يعظم شأن هذا الحديث، وبلغني عنه أنه كان يقول: شواهد الصحة عليه.