وقال المناوي في شرح الجامع الصغير: قال ابن تيمية: أصول السنة تشهد له.
قال المناوي: وإذا تتبعت متفرقات شواهده رأيت منها كثيرًا.
السادسة عشرة: إن في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسمًا لمواد الشر والفساد, وبإهمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على أيدي السفهاء تغلب الفوضى على الناس, وتنفتح عليهم أبواب الفتن, ويكثر بينهم الشر والفساد والتوثب على ولاة الأمور ومنازعتهم في الولاية, كما وقع ذلك كثيرًا في الأزمان الماضية, وكما هو واقع الآن في كثير من أنحاء العالم, وذلك من نتائج تهاونهم بالدين, وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين ظهرانيهم, فيعمهم الله بالعذاب.
قال ابن كثير: وهذا تفسير حسن جدًا.
السابعة عشرة: إن في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمانًا من لعنة الله تعالى وسخطه ومقته، وفي ترك القيام بهما تعرض لذلك كله.
قال الله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}.