في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء, ولولا البهائم لم يمطروا, ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم, فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله, ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم» قال الحاكم: صحيح الإسناد, ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وقال في الزوائد: هذا حديث صالح للعمل به.
السنين: جمع سنة, وهي العام المقحط.
وروى الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خمس بخمس» قيل: يا رسول الله, ما خمس بخمس، قال: «ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله فشا فيهم الفقر، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر، ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات, وأخذوا بالسنين» قال المنذري: سنده قريب من الحسن, وله شواهد, وصححه السيوطي في الجامع الصغير.
وروى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد أنه بلغه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ما ظهر الغلول في قوم قط إلا ألقي في قلوبهم الرعب, وإلا فشا الزنى في قوم قط إلا كثر فيهم الموت,