1 إدخالهم نفي الصفات تحت قولهم "ولا شبيه له في صفاته" فصار عندهم مَن يقول: إنَّ لله علماً وقدرة، أو أنَّه يُرى في الآخرة، أو أنَّ القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، أو أنَّ له وجهاً وسمعاً وبصراً وغير ذلك من الصفات، مشبِّهاً ليس بِموحِّد!!.

قال ابن عبد البَّر: "ويزعمون أنَّ من أقرَّ بها مشبه، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود"1.

2 إدخالهم تحت قولهم: "هو واحد في ذاته لا قسيم له" نفي علو الله على عرشه، ومباينته لخلقه، وامتيازه عنهم، ونحو ذلك من المعاني المستلزمة لنفيه وتعطيله، ويجعلون ذلك من التوحيد، وغاية هذا التوحيد أنَّه ليس فوق العرش إلهٌ يُعبد ولا ربٌ يُصلى له ويسجد!!

3 إهمالهم في هذا التقسيم لذكر توحيد الألوهية والدعوة إلى إخلاص الدين لله وإفراده وحده بجميع أنواع العبادة، الذي هو زبدة دعوة الرسل وروحها، فهذا النوع من التوحيد لا ذكر له عندهم البتة.

4 أشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث وهو توحيد الأفعال، وهو أنَّ خالق العالم واحد، ويظنون أنَّ هذا التوحيد المطلوب، ومن المعلوم أنَّ المشركين لو أقروا بذلك كله لم يخرجوا من الشرك الذي وصفهم الله به في القرآن وقاتلهم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يأتوا بتوحيد الألوهية هذا مع ما في تقسيمهم من أمور باطلة وعقائد منحرفة فاسدة سبق الإشارة إلى بعضها2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015