لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له"1.

وهذا الذي ذكره شيخ الإسلام عنهم موجود في كتبهم، يقول الشهرستاني: "وأمَّا التوحيد فقد قال أهل السنة وجميع الصفاتية: إن الله تعالى واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته الأزلية لا نظير له، وواحد في أفعاله لا شريك له"2.

وتأمل كيف جعل هذه الأمور هي غاية التوحيد، وهذا من طريقة المتكلمين فهم يقررون العقائد الفاسدة والآراء الكاسدة ثم ينسبون ذلك إلى الحق والسنة، فمراده بأهل السنة الأشاعرة، إذ أهل السنة الذين هم أهلها وأحق بها لم يفه أحد منهم بهذا الكلام المذكور.

وقال البيجوري وهو من المتكلمين: "ويجب في حقه تعالى الوحدانية في الذات وفي الصفات وفي الأفعال؛ ومعنى الوحدانية في الذات أنها ليست مركبة من أجزاء متعددة، ومعنى الوحدانية في الصفات أنه تعالى ليس له صفتان فأكثر من جنس واحد كقدرتين وهكذا، وليس لغيره صفة تشابه صفته تعالى، ومعنى الوحدانية في الأفعال أنَّه ليس لغيره فعل من الأفعال، وضدها التعدد"3.

ثم إنَّ تقسيم هؤلاء المذكور ينطوي على أمور باطلة كثيرة ليس هذا موضع بيانها، لكن منها على سبيل المثال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015