قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والمقصود هنا أنَّ "التوحيد" الذي أنزل الله به كتبه وأرسل به رسله وهو المذكور في الكتاب والسنة وهو المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام ليس هو هذه الأمور الثلاثة التي ذكرها هؤلاء المتكلمون، وإن كان فيها ما هو داخل في التوحيد الذي جاء به الرسول، فهم مع زعمهم أنهم "الموحدون" ليس توحيدهم التوحيد الذي ذكر الله ورسوله؛ بل التوحيد الذي يدعون الاختصاص به باطل في الشرع والعقل واللغة؛ وذلك أنَّ توحيد الرسل والمؤمنين هو عبادة الله وحده، فمن عبد الله وحده لم يشرك به شيئاً فقد وحده، ومن عبد من دونه شيئاً من الأشياء فهو مشرك به ليس بموحد مخلص له الدين، وإن كان مع ذلك قائلاً بهذه المقالات التي زعموا أنها التوحيد …"1.
فنقول للكاتب: هؤلاء من تدافع عنهم قد قسموا التوحيد إلى ثلاثة أقسام بلا مستند من الشرع مع ما اشتمل عليه تقسيمهم من أمور باطلة سبق التنبيه على بعضها، فهل تعد تقسيمهم هذا تثليثاً في التوحيد كما عددت تقسيم أهل السنة والجماعة للتوحيد تثليثاً مع أنَّ أهل السنة والجماعة مستندهم في ذلك الشرع، وهؤلاء لا مستند لهم سوى الهوى والعقل؟ وهل يشملهم تنديدك؟
أم أنَّك تنطلق في أحكامك من الهوى المجرد والشنآن والجور.
سادساً: نقول لهذا الكاتب إنَّ أساس شبهة منكري تقسيم التوحيد ومنهم هذا الكاتب هي عين شبهة منكري أسماء الله وصفاته كالجهمية وغيرهم، حيث يدَّعون أنَّه يلزم من إثبات الأسماء والصفات تعدد القدماء2،