وأثرها على الصحة وأنواع العلاجات والأدوية وكيفية استخراجها (?).
لقد ركزت السلطة القائمة في العهد الزنكي على إحياء العلوم الشرعية والعناية بها بالدرجة الأولى لأسباب كثيرة من أبرزها الحرص على الدفاع عن العقيدة الإسلامية أمام الحركات الفكرية والسّرية - الهّامة - والتي كانت تستهدف تشكيك المسلمين في العقيدة الإسلامية توطئة للسيطرة عليهم، وعلى رأس هؤلاء فرقة الباطنية لذا تقلصت الدراسات الفلسفية ودراسة المنطق التي تخدم الفكر الشيعي الباطني، وتحقّق لعلماء الشريعة فرصة الوصول إلى مراكز التوجيه الفكري والثقافي في هذا العهد كما صاحب هذا النشاط في ميدان العلوم الشرعية نشاط آخر في ميدان الدراسات اللغوية والأدبية، والتاريخية والجغرافيا كما قُدمت دراسات علمية راقية في ميدان الرياضيات بفروعها المختلفة، وفي علم الفلك والميقات، إضافة إلى الاهتمام بالدرسات الطبية والصيدلة والتي كان مجالهما داخل البيمارستانات المنتشرة في المدن الزنكية، وبرز من بين العلماء المشتغلين بتلك العلوم علماء كان لهم أثر كبير في إثراء المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات المتخصصّة والتي ظلت مرجعاً للبحوث العلمية حتى الوقت الحاضر (?).
رابعاً: ابن عساكر ودوره في الجهاد ضد الصليبيين: قال عنه الذهبي هو: الإمام العلاّمة الحافظ الكبير المجَّود، محدث الشام، ثقة الدين، أبو القاسم الدمشقي الشافعي صاحب تاريخ دمشق (?)، وهو علي بن الشيخ أبي محمد الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين (?)، صنف الكثير - من الكتب - وكان فهماً حافظاً متقناً ذكياً بصيراً بهذا الشأن، لا يُحلّقُ شأؤه ولا يشق غباره، ولاكان له نظير في زمانه (?)، كان مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعه، ويختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية، وكان كثير النوافل والأذكار، .. ويحاسب نفسه على لحظة تذهب في غير طاعة (?)، وقد لزم طريقة واحدة مدة أربعين سنة من لزوم الجماعة في الخمس في الصَّف الأول إلا من عذر، والاعتكاف في رمضان وعشر ذي الحجة وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور، وقد أسقط ذلك عن نفسه، وأعرض عن طلب المناصب في الإمامة والخطابة، وأباها بعد أن عرضت عليه وقلَّة التفاته إلى الأمراء وأخذ نفسه بالأمر