وممن اشتهر بالطب في هذا العهد أبو جعفر عمر بن علي بن البذوخ القلعي المغربي المتوفي سنة خمس أو ست وسبعين وخمس مئة (1179 - 1180م) (?)،

وكان فاضلاً خبيراً بمعرفة الأدوية المفردة والمركبة، وله حسن نظر في الإطلاع على الأمراض ومداواتها، أقام بدمشق سنين كثيرة، وكانت له دكّان عطر بدمشق يجلس فيها ويعالج من يأتي إليه، أو يستوصف منه، وكان له عناية بالكتب الطبية والنظر فيها، وتحقيق ما ذكره المتقدمون من صفة الأمراض ومداواتها، وكانت له مع ذلك عناية بعلم الحديث وله شعر كثير إلا أن أكثر شعره ضعيف منحول وعُمرّ بن البذوخ عمراً طويلاً، وضعف عن الحركة حتى إنه كان لا يأتي إلى دكانه إلا محمولاً، وعمي في آخر عمره حتى توفي (?)، ولابن البذوخ من الكتب الطبية " شرح كتاب الفصول لأبقراط " وشرح كتاب تقدمة المعرفة لأبقراط أيضاً، وله كتاب " ذخيرة الألباء" والمفرد في التأليف عن الأشياء " وله حواشي وضعها على كتاب " القانون لابن سينا (?) ".

- الصيدلة: ويقصد بها علم الأدوية وتركيباتها وهي متصلة بعلم الأعشاب " النبات" وبعلمي الحيوان والمعادن وبالكيميا، فإن الأدوية نباتية وحيوانية ومعدنية، ثم هي تحتاج إلى معالجة وإلى نسب في التركيب تقتضي المعرفة بالكيمياء (?)، ونظراً لعدم توفر المعرفة التامّة بطرق التحاليل الكيميائية في تلك العصور، فقد نظم المسلمون مهنة الصيدلة، فجعلوا على الصيادلة نقيباً يسمى رئيس العشّابين، وأخضعوا تلك المهنة لرقابة عريف الحسبة حتى يحولوا دون غش الدواء (?)، وقد برع الأطباء المسلمون في تركيب الأدوية بنسب معينة، وبرز خلال العهد الزنكي عدد من المتخصصين في تركيب الأدوية "الصيدلة" كانوا في الأصل أطباء فقد ذكر ابن أبي أصيبعة على الطبيب بن البُذوخ المغربي المتوفى سنة 575هـ أو 576هـ (1179م -1180م) (?)، كان خبيراً بمعرفة المفردة المركبة، وكانت له دكان عطر بدمشق يجلس فيها، ويعالج من يأتي إليه أو يستوصف منه، وأنه كان يهيئ عنده أدوية كثيرة مركبة يصنعها من سائر المعاجين والأقراص والسفوفات وغير ذلك، يبيع منها وينتفع الناس بها (?)، كما ذكر أبو الحسن علي بن أحمد البغدادي (المتوفى سنة 610هـ/1213م) في كتابه المختارات في الطب كثيراً من أنواع المأكولات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015