والرياح والأمطار، وكسوف الشمس، وخسوف القمر وما إلى ذلك من مباحث كثيرة منها نظرية وأخرى عملية، وبعض هذه المباحث تدخل الآن في علم الفضاء (?) وكانت أبرز الجهود التي بذلت في العهد الزنكي قد تركزت في الموصل، وكان الشيخ كمال الدين موسى بن يونس بن منعة في مقدمة العلماء الذين نشطوا في هذا الميدان، فقد قام بتدريس أصول هذا العلم لطلابه في المدارس التي درّس بها، وصنف في هذا العلم ووردت إليه - أيضاً - مسائل في مشكلات هذا العلم قام بتفسيرها، وحلّ رموزها، ونبّه على براهينها بعضها من بغداد وأخرى وردت إليه من بعض ملوك أوروبا (?)، ومما ينسب إلى كمال الدين في هذا العلم، أنه قد عرف أشياء كثيرة في قوانين تذبذب الرقاص (?)، ويذكر طوقان أن كمال الدين قد سبق العالم الإيطالي غاليليو المتوفى سنة 1052هـ/1624م في هذا المجال (?). وقد كانت الموصل مركزاً له أهمية خاصة في علوم الرياضياتان والفلك في العهد الزنكي (?).

4 - علوم الطب والصيدلة:

- الطب: علم الطب يبحث فيه عن بدن الإنسان، من جهة يصح ويمرض لحفظ الصحة، وإزالة المرض، وفائدته: بيّنة لا تخفى وكفى بهذا العلم شرفاً وفخراً: قول الإمام الشافعي - رحمه الله -: العلم عِلمان: علم الطب للأبدان، وعلم الفقه للأديان (?). وقد تقدم وارتفع شأن الطبّ في العهد الزنكي وتقدمت وسائل دراسته ولعل من انتشار البيمارستانات في المدن الزنكية واهتمام الحكام والأمراء بإنشائها ووقف الكتب الطبية في ذلك العهد والتي كانت من نتائجها بروز عدد كبير من الأطباء الذين أثروا المكتبة الإسلامية بالكثير من المؤلفات الطبية التي كان لها مع ما سبقها من دراسات أثر كبير في إثراء الدراسات الطبية في العصور التي تلتها، استمراراً حتى العصر الحاضر وممن برز في هذا الميدان: الطبيب أفضل الدولة أبو المجد محمد بن أبي الحكم المتوفى سنة 570هـ/1174م (?)، الذي اشتهر بالتدريس بالبيمارستان النوري بدمشق زمن الملك العادل نور الدين محمود، وكان نور الدين قد أوكل إليه مهمة التطبيب في ذلك البيمارستان بعد إنشائه، وقد وصف لنا ابن أبي أصيبعة كيف كان ابن أبي الحكم يتفقد المرضى بنفسه، وطريقته في تدريس الطب في ذلك البيمارستان، ومناقشاته مع طلابه، ولكنه لم ينسب إليه أي كتاب ألّفه في الطب (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015