المعدم وترفق لحاله، فالراحمون يرحمهم الرحمن. «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» ارحموا إخوانكم الذين تلفت مواشيهم وقلت أموالهم، ارحموا عبادا اختلت أمورهم وتضعضعت أحوالهم، ارحموا أناسا كانوا بالأمس أغنياء واجدين، فأصبحوا من كل ما يملكونه معدمين، ارحموا أناسا أصابهم الجهد والفقر والضراء يرحمكم الرحمن في حالة السراء والضراء. أيها المؤمنون: ألا تثقون بوعد من لا يخلف الميعاد، ومن ليس لخيره وفضله نقص ولا نفاد، فإن الله وعد على الإنفاق الأجر ومضاعفة الثواب، ومدافعة البلايا والنقم والعذاب والخلف العاجل في المال والبركة في الأعمال، ووعد بفتح أبواب الرزق وصلاح الأحوال، فكونوا بوعده واثقين، وببره ومعروفه طامعين، فالقليل من الإنفاق مع النية الصالحة يكون كثيرا، وينيل الله لصاحبه مغفرة وأجرا كبيرا، قال صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لأحدكم، كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل العظيم، واتقوا النار ولو بشق تمرة» . ليتصدق أحدكم من درهمه من ديناره من صاع بره من صاع شعيره. كيف يشبع أحدنا وأخوه المسلم جائع؟! كيف يتقلب أحدنا في نعيم