العلوم النافعة تطهر القلوب وتزكيها، وتكمل الأخلاق الفاضلة وتنميها، تدعو أهلها إلى الإيمان والرغبة في الخيرات، وتحذرهم من الشرور ومصارع الهلكات، تدعو إلى الإخلاص وخفض الجناح للمؤمنين، وتحمل على التواضع ومحبة الخير لكافة المسلمين.

أما العلوم الضارة: فإنها تدنس النفوس وتدسيها، وتميت الأخلاق الفاضلة ولا تحييها. تحمل أهلها على الكبر والعجب والغرور، وتوجب الأشر والبطر وأنواع الشرور. صاحبها معجب بنفسه، وبعقله الناقص المهين. محتقر لأهل الفضل والخير من المؤمنين. مهدر لحق من له حق وفضل على غيره وعليه، وربما احتقر من سفاهته وسقوط أخلاقه والديه. تعرف هذا النوع من الناس بسيماهم وأحوالهم، وتستدل على سفاهتهم بما يبدو من أفعالهم وأقوالهم. إذا أبدى غيرهم رأيا سديدا قالوا: هذا عقل عتيق سقيم، وقد أعجبوا بعقولهم الفاسدة الداعية لكل خلق ذميم. أما علموا أن العقول لا تزكو ولا تكمل إلا بالوحي والقرآن، ولا تكون عقولا نافعة حتى تغتذي باليقين والإيمان، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} [طه: 54] وقال: {لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190] وهم أهل العقول الوافية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015