13 - خطبة في تزكية النفس الحمد لله الذي فتح لأوليائه أبواب الخيرات، وأسبغ عليهم الهبات الواسعة والمبرات، وخذل المعرضين عنه، فبقيت قلوبهم في الظلم والضلالات.
وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرض والسماوات، الغني بذاته، المغني لجميع المخلوقات، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أكمل البريات. اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه أولي الفضائل والكرامات.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى بإصلاح البواطن والظواهر، وتقربوا إلى ربكم بطيب المقاصد وحسن السرائر. قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا - وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9 - 10] وقال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى - وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى: 14 - 15] فعلق الفلاح على من زكى نفسه وطهر قلبه من كل خلق سافل، وذكر اسم ربه فصلى وتحلى بالفضائل، وجعل الخيبة والخسارة على من دس نفسه فغمسها بالرذائل، ما جعل الفلاح لمن زكى نفسه إلا لأنه عظيم، وبحصوله للعبد يتم كل خير عميم. فرحم الله عبدا اعتز بصلاح قلبه فنقاه من مرآة الخلق، وزكاه بالصدق