قلت: ما هذا ادعاء غيب.

قال: فما الدليل على ما قلت؟

قلت: سل عما قلت، من يحسن مثل ما أحسن، فإن اتفقنا علمت أنا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم.

قال: ويقول أبو زرعة كقولك؟

قلت: نعم.

قال: هذا عجيب.

قال: فكتب في كاغد ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجع إلي وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبو زرعة في تلك الأحاديث.

فقال: ما قلت إنه كذب.

قال أبو زرعة: هو باطل.

قلتُ: الكذب والباطل واحد.

قال: وما قلت إنه منكر.

قال: هو منكر، كما قلت وما قلت إنه صحيح.

قال: هو صحيح، ثم قال: ما أعجب هذا تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما.

قلت: فعند ذلك علمت أنا لم نجازف، وأنا قلنا بعلم ومعرفة قد أوتيناهما والدليل على صحة ما نقوله أن دينارًا بهرجًا يُحمل إلى الناقد، فيقول: هذا بهرج، فإن قيل له: من أين قلت: إن هذا بهرج؟ هل كنت حاضرًا حين بُهرج هذا الدينار؟.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015