محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، الإمام الحافظ الناقد شيخ المحدثين. كان من بحور العلم طوف البلاد وبرع في المتن والإسناد، وجمع وصنف، وجرح وعدل، وصحح وعلل (13/ 247).
قال الرقام: سألت عبد الرحمن عن اتفاق كثرة السماع له وسؤالاته لأبيه، فقال: رُبما كان يأكل وأقرأ عليه, ويمشي وأقرأ عليه، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه, ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه.
ابن أبي حاتم: سمعت أبي, قال لي هشام بن عمار: أي شيء تحفظ من الأذواء؟
قلت: ذو الأصابع وذو الجوشن وذو الزوائد وذو اليدين وذو اللحية الكلابي وعددت له ستة.
فضحك وقال: حفظنا نحن ثلاثة، وزدت أنت ثلاثة.
قال ابن أبي حاتم في أول كتاب "الجرح والتعديل" له: سمعت أبي يقول: جاءني رجل من جلة أصحاب الرأي، من أهل الفهم منهم، ومعه دفتر، فعرضه علي، فقلتُ في بعضه: هذا حديث خطأ، قد دخل لصاحبه حديث في حديث، وهذا باطل وهذا منكر، وسائر ذلك صحاح.
فقال: من أين علمت أن ذاك خطأ، وذاك باطل وذاك كذب؟ أأخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطت أو بأني كذبت في حديث كذا؟
قلت: لا، ما أدري هذا الجزء من راويه، غير أني أعلم أن هذا الحديث خطأ وأن هذا باطل.
فقال: تدعي الغيب؟