وَأجَاب اللورقي عَن هَذِه الْمَوَاضِع جَمِيعهَا بِأَن رب اسْتعْملت فِيهَا للتكثير على وَجه التَّجَوُّز من اسْتِعْمَال أحد الضدين فِي الآخر كَمَا فِي قد فَإِنَّهَا للتقليل وَقد تسْتَعْمل للتكثير كَمَا فِي قَول الشَّاعِر
(أَخُو ثِقَة لَا تهْلك الْخمر مَاله ... وَلكنه قد يهْلك المَال نائله)
وَهَذَا الْجَواب يعم جَمِيع مَا تقدم لَكِن يعكس ابْن مَالك هَذَا فَيَقُول هِيَ فِي هَذِه الْمَوَاضِع حَقِيقَة وَحَيْثُ اسْتعْملت للتقليل يكون مجَازًا فعلى النَّاظر أَن يترقى فِي جَمِيع ذَلِك ويرجح مَا يَقْتَضِيهِ الدَّلِيل الرَّاجِح
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد النحويون كالمجمعين على أَن رب جَوَاب لكَلَام مُتَقَدم فَإِذا قلت رب رجل عَالم لَقيته فَهُوَ جَوَاب لمن سَأَلَ هَل لقِيت رجلا عَالما أَو من يقدر سُؤَاله بذلك فَتَقول لَهُ رب رجل عَالم لَقيته أَي لقِيت من جنس الرِّجَال الْعلمَاء إِلَّا أَن ذَلِك لَيْسَ بِكَثِير
قَالَ وَالدَّلِيل على أَن رب جَوَاب أَن وَاو رب عاطفة فيستغنى بهَا عَن رب بِدَلِيل أَنَّهَا لَا يدْخل عَلَيْهَا حرف عطف وَالْعرب تستعملها وَإِن لم يتَقَدَّم