قبلهَا كَلَام فَتَقول وَرجل أكرمته ابْتِدَاء قَالَ
(وبلدة لَيْسَ بهَا أنيس ... إِلَّا اليعافير وَإِلَّا العيس)
فَدلَّ على أَن رب جَوَاب حَتَّى تكون الْوَاو قد عطفت الْجَواب على السُّؤَال الْمُتَقَدّم أَو الْمُقدر وَلَوْلَا ذَلِك لما سَاغَ وُقُوع حرف الْعَطف أول الْكَلَام انْتهى كَلَامه
وَمُقْتَضَاهُ أَنه جعل مَا يسْتَدلّ بِهِ على كَون رب للتقليل وُقُوعهَا موقع الْجَواب وَاسْتدلَّ على وُقُوعهَا موقع الْجَواب بِقِيَام الْوَاو مقَامهَا فعلى هَذَا يكون التقليل فِي حَالَة الْوَاو أولى مِنْهُ فِي حَالَة إِظْهَار رب وَهَذَا قوي جدا فَإِنَّهُ لَا يُوجد شَاهد بِهَذِهِ الْوَاو وَالْمعْنَى فِيهِ التكثير وَإِنَّمَا ذَلِك جَمِيعه عِنْد ظُهُور رب وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم
الثَّانِي
تقدم أَن رب يتَّصل بهَا الظَّاهِر والمضمر وَأَن هَذِه الْوَاو لَا يتَّصل بهَا إِلَّا ظَاهر وَشرط ذَلِك الظَّاهِر فِيهَا أَن يكون نكرَة مَوْصُوفَة إِمَّا بمفرد أَو بجملة اسمية أَو فعلية مثل رب رجل كريم رَأَيْته وَرب رجل مَاتَ أَبوهُ أَو أَبوهُ ميت لَقيته أما كَونه نكرَة فَلِأَن الْمُفْرد بعْدهَا فِي معنى جمع وَلَا يكون فِي معنى جمع إِلَّا النكرَة وَأَيْضًا فَهِيَ إِمَّا للتقليل أَو للتكثير على مَا تقدم وكل مِنْهُمَا لَا يتَصَوَّر إِلَّا فِيمَا يُمكن فِيهِ ذَلِك وَهُوَ النكرَة وَأما الْمعرفَة فمتعينة لَا تحْتَمل ذَلِك وَقد تدخل على مَا لَفظه لفظ الْمعرفَة إِذا كَانَ نكرَة نَحْو مثل وَأَخَوَاتهَا