وبالنجح المتجدد، وهو أن أصحابنا أخذوا عند الثغر بمراكبهم الغازية في البحر من

مراكب الانكتير خمسة وطرادة، ولم تكن لولا إباء رجالها للضيم معتادة، ولخزام القهر مقتادة. وكان فيها خلق كثير من نساء ورجال، وذخائر أخاير من عدة ومال، وأثقال وأنفال، وأخشاب وآلات وأحمال وأحوال. وفي الطرادة أربعون رأسا من الخيل الجياد، قد جلبوا البلاء بجلبها من البلاد. فحيزت وحيزوا وأجيزت إلى بيروت وأجيزوا. فأما السبايا فقد أخرجن على البيع بالنقود والنسايا، وأما الأسراء فقد عمتنا بخصوص ضرائهم السراء.

وفي يوم الخميس رابع جمادى الأولى زحف العدو إلى البلد، بالجد والجلد، والعدد والعدد، والمدى والمدد، والجمع المحتشد، والجمر المتقد. والبيض واليلب، والبيض والقضب، والسمر السلب، واللجب والجلب. والصياح والضجيج، والعجاج والعجيج، والوشيج بالوشيج، والأمر المريج. والقصد بالقصد، والزغف والزرد. والحديد والعديد، والقريب والبعيد، والاتباع والعبيد. والأوباش والأوشاب، والكلاب والذئاب، والسباع والضباع، والضواري الجياع. والأساود والأسود، والزرق والحمر والسود. ودبوا وذبوا، وشبوا وسبوا وصابوا وصبوا، ونابوا ونبوا، وعبوا وعبوا وجابو وجبوا، وزحموا ورجموا، واقدموا وتقدموا.

وقدموا سبعة مجانيق وقربوها، ونصبوا فيها ونصبوها. فعلت كأنها قرع، وارتفعت على التلاع كأنها تلاع. وهي في الجو مترامية، وبالجو رامية، وفي السماء سامية، ولأهل النار الحامية حامية. مرتفعة على مرافعها، مقتلعة بمقالعها. منقضة أحجارها لانقضاض الجدار، منفضة اسواؤها لانفضاض الأسوار. حاصرة حاصبة. عاملة ناصبة. قائمة قاعدة، بارقة راعدة. صادمة صادعة، صارمة صارعة. حبالى من الجبال اجنتها، وحنايا للحنين على سهامها من الحجارة رنتها. ومواضع في حجورها الأحجار. ومرابع تنهد بدوائرها الربوع والديار. حوامل على الطلق، صوائل بالفلق على الخلق. مطايا للمنايا، روايا

الخباياها البلايا.

في كفاتها آفاتها. وفي حركاتها ادراكاتها، وللتعذيب عذباتها، وللترهيب جذباتها، وما أعظم جنايات جنادلها، وأظلم غوايات غوائلها. وهي الروائم الروامي، والحوائم الحوامي. والهوادم بالهوادي، والصوارم للصوادى، ودواعي العوادي، ونواعي النوادي. والنواعب بالنوى، والجوائب بالجوى. والصوائب بالمصائب، والنوائب بالشوائب. إذا جذبت جذت، وإذا قذفت أقذت، وإذا طوحت طرحت، وإذا حلقت حلقت. وإذا اطارت ابارت، وإذا ألقت ألقمت.

فشق على أصحابنا بالبلد شقاقها، وكادت تفتح إليه الطرق طوارقها وطراقها. فاستصرخوا بنا واستنهضوا، وحضوا على حظنا وحظهم وحرضوا، واستنفروا واستنصروا. واستعدوا واستدعوا. فأصبح السلطان راكبا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015