ما أطاق فيما أمر الله به
ونهى. وما وضع الكتاب من يده حتى رفع بالدعاء يده، وسأل الله لمولانا وسيدنا أمير المؤمنين وافد النصر ومدده. وأن يعضده بولده ولى عهده المطاع بأمر الله عدة الدنيا والدين، ويقربه عيون المسلمين. فقد فاضت البركات، وآضت الحسنات، وأضاءت الكرامات، وراضت جماح الأماني المبرات المبرات، وهاضت جناح الكفر الفتكات المرديات. وعمت الميامن، وتمت المحاسن ونمت ونمت النعم الظواهر والبواطن، وضمت بسكون الدهماء أهلها المعاهد والمواطن. وصدحت المنابر، وصدقت المفاخر، وصدعت الأوامر، وصدفت الفواتر وصدمت قلوب أهل النفاق من بواعث الرعب البواعث البوادر. ونقشت صفحات الدرهم والدينار، ونعشت عثرات الأخيار الأحرار، وفرشت مفوقات الأنواء والأنوار. وعرشت أسرة المبار والمسار، ورفعت رغبات الأبرار، وسمعت دعوات الأسحار.
ونزل النصر، وفضل العصر، ووجب الشكر، وشجب الكفر، ورحب الصدر، وأصحب الدهر. وسحت سماء السماح، وصح ارواء الأرواح، وتضوع نشر الانشراح، وتوضح صباح الصلاح، وطال جناح النجاح وطاب جنى الأفراح.
وعظم القدر، ونظم الأمر، وحسن الذكر، وأمن الذعر. واهتزت أعطاف الإسلام، واعتزت أطراف الشام، وتبلجت أيامن الأيام، وتروجت أماني الأنام. وأرجت أرجاء الرجال. وثبتت بأسناء الإسناد رواية أمالي ري الآمال. وقرت الأعين وابتهجت بالسعد الطالع، وأقرت الألسن والتهجت بالحمد الجامع، وقرت الأنفس وانتهجت بوسعها سنن العز الواسع، ونابت هذه الموارد العذبة المشارب، الصافية المشارع، في نقع الاوام ونفع الأنام مناب المنابع. وأدخلت السير وسيرت التواريخ، وحلقت ملطفات البشائر ليوجب تفخيمها وتضخيمها التضميخ.
وأشرق المغرب من بشر البشرى، وأنارت مصر من حسن هذه الحسنى وبسمت
بسمة الشرف منابر الأقاصي والأداني موافقة لمنبر المسجد الأقصى. وتطرزت الفتوحات الفاضل عصرها الشامل نصرها بهذا المذهب المذهب، وفاحت في مهاب المحاب نفحات هذا الزمن الأطهر الأطيب. وعاد الزمان إلى اعتداله وعاذ العدل بزمانه، وتاب الدهر من عدوانه، وآب إلى إحسانه، ورجع الدين إلى سناء سلطانه، وفجع الكفر بعبدة صلبانه، وبطش الإيمان بإيمانه، واستخلص من الشرك بلدانه بلدانه.
وتقاضى الربيع بقروضه، وضافت ضيوف فيوضه، وعتب العزم على ربوضه، وحض الحظ على نهوضه. وحث الحب على إقامة سنن الجهاد وفروضه. فقد درت أفاويق الآفاق. وذرت أشعة الإشراق، وافترت نضرة الحدائق لنظرة الإحداق؛ وراقت أوراق الأولوية كالتواء الأوراق، وأزهرت البيض والسمر كأزهار الرياض، وأنف غرار الجفون في الأغماد من الإغماض.
وتيقظت الأقدار للأقدار على إيقاظ عيون