ثم جعلوا كل مُضجر مُبرماً وسموا الضجر البَرم، قال نُصَيْب:
وما زال بِي ما يُحدِث الدهر بيننا ... من الهَجْرِ حتَّى كدتُ بالعَيْشِ أَبْرَم
وقال أبو عبيدة: المُبرم: الذي يأتي القوم بما لا يوافقهم من الحديث وغير ذلك بمنزلة الذي يجني البرم من الثمر وهو ثمر الأراك وذلك لا يُنتفع به. وقال بعضهم: المبرم الثقيل الذي كأنه يقتطع ممن يُجالسه شيئاً من استثقالهم إياه، بمنزلة المُبرم الذي يقطع حجارة البِرام من جبلها.
سمي مخنثاً لتكسُّرِه، والتخنُّث: التكسُّر، ويقال: طويت الثوب على أخناثه أي على كسوره. حكى ذلك كله ابن الأعرابي.
قال الأصمعي: هو الذي لا يُدرى كيف يُتجه له ولا أين سبيله. وهو مأخوذ من قولهم: حائط مُبهم إذا لم يكن فيه باب ولا كوّة. والبهيم: الذي ليس فيه بياض. ومنه ليل بهيم: لا قمر فيه. ولا ضوء قال بُقَيْلَةَ الأشجعي:
كأنِّي مِن تَذَكُّرِ ما أُلاقِي ... إذا ما أَظْلَمَ اللَّيْلُ البَهِيم
ويقال للفارس الشجاه بُهمة، إذا لم يدر قَرنه كيف يحتال له.