يعني الخُرْءَ. قال الأصمعي: وإنما العَذِرة فناء الدار، وكانوا يطرحون ذلك بأفنيتهم، ثم كثر حتى سُمي الخُرء بعينه عَذِرة، وأنشد للحطيئة:
لعَمْري لقد جَرَّبْتُكم فوجَدْتُكم ... قِبَاحَ الوجُوهِ سَيِّء العَذِرات
يريد الأفنية. قال: وكذلك سموه غائطاً وإنما الغائط المطمئن من الأرض. وكان أحدهم إذا أراد أن يقضي حاجته أتى الغائط، ثم كثر حتى سموه غائطاً. قال: وكذلك الكنيف إنما هو حظيرة تُعمل للإبل من البرد، ثم كان أحدهم ربما كنَّف في ناحية بيته حظيرة لقضاء حاجته، فكثر حتى سُمي البيت الذي يُتَّخذ لهذا كنيفاً. وكذلك الحش إنما هو النخل المجتمع، وكان الرجل يأتي ذلك النخل لقضاء حاجته يستتر به. ثم كثر حتى سمي الموضع المُتخذ لقضاء الحاجة حشّاً.
قال الأصمعي: هو الذي لا خير عنده إنما هو كَلٌّ لا يُنتفع به. قال: وهو مأخوذ من البَرَم وهو الرجل الذي لا يحضر مع القوم الميسر ولا يُقامر فإذا نُحِرت الجزور وقامروا عليها أكل من لحمها. وأنشد لمتَمِّم بن نُوَيْرَة:
أَخِي ما أَخِي لا فا حشاً عند بَيْته ... ولا بَرَماً عند الشَّتاء مُدفَّعَا