شنٌّ: أترى هذا الزرع أُكل أم لا؟ فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول أتُراه أُكل أم لا؟! فسكت عنه، حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة، فقال شنٌّ: أتُرى صاحب هذا النعش حيّاً أم ميّتاً؟ فقال له الرجل: ما رأيت أجهل منك ترى جنازة فتسأل عنها أميت صاحبها أم حي؟! فسكت عنه شنٌّ وأراد مفارقته فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه. وكانت للرجل ابنة يقال لها طَبَقَةُ. فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه. فقالت: يا أبه ما هذا بجاهل. أما قوله: أتحملني أم أحملك فأراد أتحدّثني أم أحدّثك حتى نقطع طريقنا. وأما قوله: أتُرى هذا الزرع أُكل أم لا. فإنما أراد أَباعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا. وأما قوله: في الجنازة فأراد هل ترك عَقِباً يحيا بهم ذكره أم لا. فخرج الرجل فقعد مع شنٍّ فحادثه ساعة ثم قال له: أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه؟ فقال: نعم. ففسره. فقال شنٌّ: ما هذا كلامك. فأخبرني مَن صاحبه. فقال: ابنة لي. فخطبها إليه فزوجه إياها وحملها إلى أهله. فلما رأوهما قالوا: وافق شنٌّ طَبَقَه. فذهبت مثلاً.
قال الأصمعي: الأُفُّ: وسخ الأُذن، والتُفُّ: وسخ الأظفار، كان يقال ذلك عند الشيء يُستقذر ثم كثر حتى صاروا يستعملونه عند كل ما يتأذّون منه. وقال غيره: أفّ: معناه قِلَّة لك، وتفّ إتباع مأخوذ من الأَفَف وهو الشيء القليل. قال الفرّاء: يقال أُفٌّ لك وأُفّاً لك وأُفٍّ لك وأُفِّ لك وأُفَّ لك. ولا يقال في أُفَّة إلا الرفع والنصب.