الذي يطير وهو جمع حِدأة أسقطوا الهمزة، وإنما هو من لعِبِ الصبيان. قال الشرقيّ ابن القطاميّ: حِدا بن نَمِرة بن سعد العشيرة، وهم بالكوفة، وبُندقة من مَظَّة وهو سُفيان بن سِلْهم بن الحكَم بن سعد العشيرة وهم باليمن، أغارت حِدا على بُندقة فقتلت منهم، ثم أغارت بُندقة عليهم فأبادتهم.
قال ابن الكلبي: طبقة قبيلة من إياد كانت لا تطاق، فوقعت بها شنّ، وهو شنّ بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دُعمي بن جَديلَة بن أسد بن ربيعة بن نزار فانتصفت منها وأصابت فيها، فضربتا مثلاً للمتفقين في الشدة وغيرها، قال الشاعر:
لَقِيَتُ شَنٌّ إياداً بالقَنَا ... طَبَقاً وافَقَ شَنٌ طَبَقَهْ
وقال الشرقيّ بن القطاميّ: كان رجل من دُهاة العرب وعُقلائهم يقال له شنٌّ فقال: والله لأطوفنَّ حتى أجد امرأة مثلي فأتزوجها. فبينا هو في بعض مسيره إذ وافقه رجل في الطريق. فسأله شنٌّ أين تريد؟ فقال: موضع كذا، يريد القرية التي يقصد لها شنٌّ، فرافقه. فلما أخذا في مسيرهما قال له شنٌّ: أتحملني أم أحملك؟ فقال له الرجل: يا جاهل، أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟! فسكت عنه شنٌّ وسارا، حتى إذا قربا من القرية إذا هما بزرع قد استحصد. فقال له