فلما حضرته الوفاة جمع إياداً فقال لهم: اسمعوا وصيتي: الكلام كلمتان، والأمر بعد البيان، من رشد فاتبعوه، ومن غوى فارفضوه، وكل شاة معلقة برجلها. فأرسلها مثلاً.
ومات وكيع فنعى على الجبال. وفيه يقول بشير بن الحجير الإيادي:
ونحنُ إيادٌ عبادُ الإل ... هِ رهطُ مناجيهِ في سلَّمِ
ونحنُ ولاةُ حجابِ العتيقِ ... ومانَ النُّخاعِ على جرهمِ
أصل الحرش: التحريض. ومنه قولهم: حرشت بينهم، أي حرضت.
والحرش في صيد الضباب هو أن يجاء إلى باب حجر الضب فيحرك باليد فإذا سمع الضب حركتها ظنها حية وخرج ليقاتلها. فيصطاد.
فالعرب تحدث أن الضب قال لولده: احذر الحرش. فبينما هما ذات يوم إذ سمعا صوت محفار حافر يحفر عليهما، فقال الحسل لأبيه: يا أبه هذا الحرش؟ فقال: يا بني هذا أجل من الحرش. فضرب مثلاً لكل من خشى شيئاً فوقع في ماهو أعظم.