معناه: رفع صوته بذكره وتابع القول فيه. وقال الأعشى يصف جيشاً:
كأنَّ تعامَ الدَّوَّ باضَ عليهم ... إذا ريع يوماً للصَّريخ المندَّدِ
أي كل أحد مأخوذ بجريرته لا بجريرة غيره، كما أن الشاة لا تعلق برجل غيرها.
وأول من قال ذلك فيما ذكر هشام بن الكلبي عن عبد الله بن أبي بكر بن حازم الأنصاري وكيع بن سلمة بن زهير بن إياد. وكان ولي أمر البيت بعد جرهم، فبنى صرحاً بأسفل مكة عند سوق الخياطين، وجعل فيه أمة له يقال لها حزرة، فبها سميت حزورة مكة. وجعل في الصرح سلما، فكان يرقاه ويزعم أنه يناجي الله تعالى. وكان ينطق بكثير من الخير. وكان علماء العرب يزعمون أنه صديق من الصديقين.
وكان يقول: مرضعة وفاطمة، ووادعة وقاصمة، زعم ربكم ليجزين بالخير ثواباً، وبالشر عقابا. إن من في الأرض عبيد من في السماء. هلكت جرهم، وربلت إياد، وكذلك الصلاح والفساد.