الوجوه سرح نعم عباد بن مسعود؟ قالوا: من هذا الوجه: خلاف الوجه الذي جاءت منه الجارية. فقال: يا هؤلاء، قدو الله جاءتكم بنو تميم فارتؤوا رأيكم فانظروا في أمركم.
فاجتمعوا إلى سيدهم هانئ بن مسعود فقال لهم: أطيعوني اليوم وإلا انتحيت على ظبة سيفي. فقالوا: قل خلاف عليك قال: احتملوا. فاحتملوا فأصبحوا على ظهرٍ. ثم قال: لا يتخلفن عني أحد يطيق حمل السلاح. فأتوه فأتى بهم إلى علم مبايض معه، فأقام بهم عليه. ثم أمرهم فشرقوا بالأموال والسرح. قال: وصبحتهم بنو تميم وقد حذروا. فمر بهم رجل من تيمم فعرض النزال فنازله أحم المناسم، وهو نعمان بن عمرو بن قيس بن مسعود، فقتله. فقال طريف: أطيعوني يا بني تميم وافرغوا من هؤلاء إلا كلب يصف لكم ما وراءهم. فقال أبو الجدعاء وفدَ كي: أنقاتل أكلباً أحرزوا أنفسهم وندع أموالهم؟! ما هذا برأي. وخالفوه. وقال هانئ لأصحابه: لا يقاتلنَّ رجلٌ منكم.
ومضت بنو تميم حتى لحقت بالنعم والعيال، فقال رجل من بني تميم ولحق غلامين من بكر بن وائل على جمل فقال: من أنتما؟ فقالا: ابنا هانئ. فقال: ناولاني أيديكما. فأبى قبيصة، وناوله عامر يده فضبطها وغمز فرسه فاقتلعه عن الجمل، وقال: يكفيني هذا من الغنيمة. فمضى به قبل القتال، وأخذ جارية من بني عبد الله أبي ربيعة، وهانئ ينهي أصحابه ويكفهم عن القتال.
وصارت بنو تميم في النعم والعيال. وكان أول ما مر به عليهم وهم في علم مبايض حمولة عباد بن مسعود ونعمه وفيها أهله وبناته وحرمه. فقال لهانئ: والله لتأذننَّ لي في القتال أو لأفجرنَّ. قال: فقال هانئ: قد أذنت لك ولأبنتك ولست آذن لغيركم فنزلوا فاعترضوا القوم. قال هانئ بن مسعود ونظر إلى سعد بن عباد فقال: والله إنه لتسرني من ابن أخي خصلة وتسوءني أخرى، يسرني شدة متنيه ويسوءني جفاء مرفقيه. وقال عباد لأبنيه: لا تنظرا حيث يقع السلاح منكما وانظرا حيث تضعان من الرجل سلاحكما. قال: فأول من لقوا أبو الجدعاء الطهوي وهو يسوق حمولة عباد وأهله، وهو في ستة من ولده، ولحق بعباد ابنان آخران له فكان في أربعة قال سعد بن عباد: فاعترضت أبا الجدعاء فجعلت عليه عيني، وأقبل