تحوي معه سنان كأنه شعلة نارٍ، فمار السنان بين عضدي ودفي، فذكرت وصية أبي، ورأيت فتقاً في الدرع من تحت لبته فأطعنه في ذلك الموضع طعنة فخرج منها مثل الجر والأعنق بين كتفيه، وخر ميتاً. فأذن هانئ في القتال للناس، فانحدروا فاعترضوا بني تميم وقد تشاغلت تميم بالغنائم.
قال: وأقبل حمصيصة بن جندل وليس له هم غير طريف. فلما رآه قال: أذكر يمينك. وطعنه حمصيصة فقتله. وانهزمت بنو تميم. فقال ابن مبارد أخو بني ربيعة في ذلك، ويقال: بل قاله أبو النجم العجلي:
خاضَ العداةَ إلى طريفٍ في الوغى ... حمصيصةُ المغوارُ في الهيجاء
وقال حمصيصة يرد على طريف قوله:
أوَ كلَّما وردت عكاظَ قبيلةٌ ... بعثوا إليّ عريفهم يتوسَّمُ
ولقد دعوتَ طريفُ دعوة جاهلٍ ... سفهاً وأنتَ بمنظرٍ قد تعلمُ
فأتيتَ حيّاً في الحروبِ محلُّهم ... والجيشُ باسم أبيهمُ يستهزمُ
فوجدتَ قوماً يمنعون ذمارهم ... بسلاً إذاهابَ الفوارسُ أقدموا
وإذا دعوت بني ربيعةَ أقبلوا ... بكتائبٍ دونَ النساءِ تلملمُ
سلبوك درعاً والأغرّ كليهما ... وبنو أسيَّدَ أسلموك وخضَّمُ
أول من قال ذلك امرؤ القيس بن حجر في بيت له:
وقدْ طوَّفتُ في الآفاقِ حتَّى ... رضيتُ من الغنيمة بالإياب