فلله عليَّ أن أقتلك، إلا أن تقتلني. فقال طريف في ذلك:
أوَ كلَّماَ وردتْ عُكاظَ قبيلةٌ ... بعثوا إليّ عريفهم يتوسَّمُ
فتوسَّموني إنَّني أنا ذاكم ... شاكٍ سلاحي في الحوادثِ معلمُ
تحتي الأغرُّ وفوقَ جلدي نثرةٌ ... زغفٌ تردُّ السيفَ وهوَ مثلَّمُ
قال: فمضى لذلك ما شاء الله. ثم إن عائدة وهم يقولون إنهم من قريش يقال لها عائذة بن لؤي بن غالب، وهم حلفاء لبني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان خرج منهم رجلان يتصيدان، فعرض لهما رجل من بني شيبان ثم أحد بني هند، فذعر صيداً لهما فوثبا عليه فقتلاه. فتنادت بنو مر بن ذهل فأرادوا قتلهما بصاحبهم. فمنعهما بنو أبي ربيعة. فقال هاني بن مسعود: يا بني أبي ربيعة! إن إخوتكم قد أرادوا ظلمكم فامتازوا عنهم. قال: فاعتزلتهم بنو أبي ربيعة وساروا حتى نزلوا ماء لهم يقال له مبايض، فقال مقاس العائذي، واسمه مسهر بن عمرو:
تطلبُ هندٌ غزالاً ليسَ تدركهُ ... يا هندُ إنَّ غزال الفرصةِ الأسدُ
قال: فلما نزلت بنو أبي ربيعة بمبايض هرب عبد لبعض بني أبي ربيعة، فأتى بلاد تميم فأخبرهم أن حياً حريداً من بني بكر بن وائل قد نزلوا على مبايض، وهو بنو أبي ربيعة. فأرسلوا رسلاً يعلمون لهم ذلك. فإذا الأمر على ما قال. فقال طريف: هؤلاء من كنت أبغي يال تميم. إنما هم أكلةُ رأس.
فأقبل في بني عمرو بن تميم واستعزى قبائل من بني تميم، فأتاه أبو الجدعاء أخو بني طهية فيمن تبعه من بني حنظلة، وأتاه فدكى بن أعبد فيمن تبعه من بني سعد بن زيد مناة، فأقبلوا متساندين، حتى إذا كانوا قريباً منهم باتوا ليصبحوهم بالغارة، فبصرت بهم أمة كانت ترعى لرجلٍ من بني عائذة يقال له شمر بن أحمر، فقالت لمولاها: رأيت بالدَّوَّ نعماً كثيراً. فقال: يا بني أبي ربيعة من أي