قال الأصمعي: معناه خصَصْته بالمَيْل. وقال زهير:
أُحابِي بِهِ مَيْتاً بِنَخْلٍ وأبْتَغِي ... ودَادَك بالقَوْل الذي أنا قائل
أي أخصّ بهذا القول. وأظنه مأخوذاً من الحَبْوة، وهو ما خُصّ به الإنسان من العطية. ويقال: معنى حابيت إي مِلْت إلى الرجل واتصلت به. وهو مأخوذ من حَبِيّ السحاب، وهو ما دنا بعضه إلى بعض، قال أوس:
وأَبْيَضَ عَسَّالاً كأنَّ اهتزازَهُ ... تلألُؤ بَرقٍ في حَبَيٍّ تكلَّلا
أول من قال ذلك عبد الله بن الزبير وذلك أنه عانق الأشتر النَخَعي فسقطا إلى الأرض. واسم الأشتر مالك. فنادى عبد الله بن الزبير: اقتلوني ومالكاً، فضُرب به المثل لكل من أراد بصاحبه مكروهاً وإن ناله منه ضرر.
أول من قال ذلك يزيد بن رُوَيْم الشيباني جدّ حَوْشَب بن يزيد بن الحارث بن يزيد بن رُوَيْم. وحديث ذلك فيما قال المفضل الضبي: زعموا أن السُلَيك ابن السُلَكة خرج يريد أن يُغير في ناسٍ من أصحابه، فمر على بني شيبان في ربيع