وَقَالَ أَبُو عَمْرو: تعظلوا عَلَيْهِ إِذا تألبوا. يُرِيد أَنه فصل القَوْل تَفْصِيلًا وأوضحه وَلم يعقِّده تعقيدا. الحوشيّ: الوحشي الغامض قيل: هُوَ مَنْسُوب إِلَى الحوش وَهُوَ بِلَاد الْجِنّ. وَمِنْه الْإِبِل الحوشية يَزْعمُونَ أَنَّهَا الَّتِي ضربت فِيهَا فحول إبل الْجِنّ قَالَ: ... كَأَنِّي على حُوشِيَّة أَو نَعَامةِ ... وَعَن الرشيد: أَنه سمع أَوْلَاده يتعاطون الْغَرِيب فِي محاورتهم فَقَالَ: لَا تحملوا أَلْسِنَتكُم على الوحشي من الْكَلَام وَلَا تعودوها الْغَرِيب المستبشع وَلَا السفساف المتضع. واعتمدوا سهولة الْكَلَام مَا ارْتَفع عَن طَبَقَات الْعَامَّة وانخفض عَن دَرَجَة المتشدقين وتمثل بِبَيْت الخطفي جد جرير: ... إِذا نلْت الْمقَالة فَلْيَكُن ... بِهِ ظَهْرُ وَحْشِيّ الْكَلَام مُحرَّما ... [عظامى فِي (صع) . عظاماً فِي (قح) .]
الْعين مَعَ الْفَاء
عَفْو النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقطع من أَرض الْمَدِينَة مَا كَانَ عفاء. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال أقطعه من عفاء الأَرْض أَي مِمَّا لَيْسَ لمُسلم وَلَا معاهد أَي مِمَّا قد عَفا لَيْسَ بِهِ أثر لأحد وَهُوَ مصدر عَفا إِذا درس يُقَال: عفت الدَّار عفوَّا وعفاء. وَمِنْه قَوْلهم: عَلَيْهِ العفاء إِذا دعى عَلَيْهِ ليعفو أَثَره. وَمِنْه حَدِيث صَفْوَان: إِذا دخلت بَيْتِي فَأكلت رغيفاً وشربت عَلَيْهِ من المَاء فعلى الدُّنْيَا العفاء وَالتَّقْدِير: مَا كَانَ ذَا عفاء أَو نزل الْمصدر منزلَة اسْم الْفَاعِل. وَيحْتَمل أَن يكون عفاء صفة للْأَرْض الْعَافِيَة الْأَثر: على فعال كَقَوْلِهِم للْأَرْض البارزة: برَاز وللفاضية فضاء.