دور اسْتَدَارَ بِمَعْنى دَار. قَالَ: ... كَمَا يَسْتَديِر الحِمار النَّعِر ... وَالْمعْنَى: أَن أهل الْجَاهِلِيَّة كَانُوا يُقَاتلُون فِي الْمحرم وينسئون تَحْرِيمه إِلَى صفر فَإِذا دخل صفر نسئوه أَيْضا واهكذا إِلَى أَن تمْضِي السّنة فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام رَجَعَ الْأَمر إِلَى نصابه ودارت السّنة بالهيئة الأولى. قَالَ: ثَلَاث ذَهَابًا إِلَى المدد كَقَوْلِه: ثَلَاث شخوص لِأَنَّهُ ذهب إِلَى الْأَنْفس. أضَاف رجبا إِلَى مُضر لأَنهم كَانُوا يعظمونه. فِي قصَّة خَيْبَر: لَأُعْطيَن الرَّايَة رجلا يفتح الله على يَدَيْهِ فَبَاتَ النَّاس يدوكون فَلَمَّا أصبح دَعَا عليا فَأعْطَاهُ الرَّايَة فَخرج بهَا يؤج حَتَّى ركزها فِي رضم من حِجَارَة تَحت الْحصن.
دوك أَي يَخُوضُونَ فِيمَن يَدْفَعهَا إِلَيْهِ وَمِنْه: وَقَعُوا فِي دَوْكة ودُوكة. يؤج: يُسرع ويهرول. قَالَ: ... يَؤُج كَمَا أجَّ الظَّليمُ المُنَفَّر ... . الرضم: صخور كالجزور متراكمة يُقَال: [251] بنى دَاره فرضم فِيهَا الْحِجَارَة. قَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل: يَا رَسُول الله مَا تركت من حَاجَة وَلَا داجة إِلَّا أتيت قَالَ: أَلَيْسَ تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ: بلَى. قَالَ: فَإِن هَذَا بِذَاكَ. وروى: إِن أَبَا الطَّوِيل شطباً الْمَمْدُود أَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله أَرَأَيْت رجلا عمل الذُّنُوب كلهَا وَهُوَ فِي ذَلِك لَا يتْرك حَاجَة وَلَا داجة إِلَّا اقتطعها بِيَمِينِهِ هَل لَهُ من تَوْبَة قَالَ: هَل أسلمت قَالَ: أما أَنا فَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله قَالَ: نعم قد عمل الْخيرَات بترك الشَّهَوَات يجعلهن الله لَك خيرات كلهَا.