وذأ بَينا هُوَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يخْطب ذَات يَوْم فَقَامَ رجل فنال مِنْهُ فوذأه ابْن سَلام فاتَّذأَ فَقَالَ لَهُ رجل: لَا يمنعنك مَكَان ابْن سَلام أَن تسبَّ نعثلا فَإِنَّهُ من شيعته. فَقَالَ ابْن سَلام: فَقلت لَهُ: لقد قلت القَوْل الْعَظِيم يَوْم الْقِيَامَة فى الْخَلِيفَة بعد نوح. وذأه: زَجره واتذأ مطاوعه. كَانَ يشبه بِرَجُل من أهل مصر اسْمه نعثل لطول لحيته. وَقيل: من أهل أَصْبَهَان. والنعثل: الضبعان (1) وَالشَّيْخ الأحمق وَمِنْه النَّعثلة [945] وَهِي مشْيَة الشَّيْخ والنقثلة. الْعَظِيم يَوْم الْقِيَامَة: أَي الَّذِي يعظم عِقَابه يَوْم الْقِيَامَة. وَقيل: يَوْم الْقِيَامَة يَوْم الْجُمُعَة وَكَانَت الْخطْبَة فِيهِ. وَعَن كَعْب: إِنَّه رأى رجلا يظلم رجلا يَوْم جُمُعَة فَقَالَ وَيحك أتظلم رجلا يَوْم الْقِيَامَة نوح: عمر مَا يرْوى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم اسْتَشَارَ أَبَا بكر وَعمر فِي أُسَارَى بدر فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَبُو بكر بالمنِّ عَلَيْهِم وَأَشَارَ عمرُ بِقَتْلِهِم. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَأَقْبل على أبي بكر: إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أَلين فِي الله من الدّهن بِاللَّبنِ. ثمَّ أقبل على عمر فَقَالَ: إِن نوحًا كَانَ أَشد فِي الله من الْحجر. يُرِيد قَول إِبْرَاهِيم: فَمن تَبِعنِي فَإِنَّهُ مني وَمن عَصَانِي فَإنَّك غَفُور رَحِيم. وَقَول نوح: ربِّ لَا تذر على الأَرْض من الْكَافرين ديارًا.
وذم أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: سُئل عَن كلب الصَّيْد فَقَالَ إِذا وذَّمته وأرسلته وَذكرت اسْم الله فَكل مَا أمسك عَلَيْك مَا لم يَأْكُل. قَالَ النَّضر: الوذمة الْحَرج (2) فِي عنق الْكَلْب وَهُوَ شبه سيرٍ كالعذبة يقدُّ طولا. وَهِي مَأْخُوذَة من وَذمَّة (3) الدَّلْو ووذمت الْكَلْب توذيما إِذا شددتها فِي عُنُقه