نسم خَالِد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ انْصَرف عَمْرو بن الْعَاصِ عَن بِلَاد الْحَبَشَة يُرِيد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليسلم فَلَقِيَهُ خَالِد وَهُوَ مقبل من مَكَّة فَقَالَ: أَيْن يَا أَبَا سُلَيْمَان فَقَالَ: وَالله لقد استقام المنسم وَإِن الرجل لنَبِيّ اذْهَبْ فَأسلم. أصل هَذَا من قَول الناشد: إِذا عثر على أثر منسم بعيره فاتَّبعه: استقام المنسم. ثمَّ صَار مثلا فِي استقامة كل أمرٍ وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى الْمَذْهَب والمتوجه الْوَاضِح من نسم لي أثر أَي تبين. قَالَ الْأَحْوَص: ... وَإِن أَظْلَمَتْ يَوْمًا على الناسِ طَخْيَة ... أضاءَ بكُم يَا آل مَرْوَان منسم ...
نسنس أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذهب النَّاس وبقى النسناس. هم بأجوج وَمَأْجُوج عَن ابْن الْأَعرَابِي وَالنُّون مَكْسُورَة. وَقيل: خلقُ على صُورَة النَّاس أشبهوهم فِي شَيْء وخالفوهم فِي شَيْء وَلَيْسوا من بني آدم وَيُقَال: بل هم من بني آدم. وَفِي الحَدِيث: إِن حيًّا من عَاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسا لكل إِنْسَان مِنْهُم يَد وَرجل من شقٍّ وَاحِد ينقزون كَمَا ينقز الطَّائِر ويرعون كَمَا ترعى الْبَهَائِم. وَيُقَال: إِن أُولَئِكَ انقرضوا وَالَّذين هم على تِلْكَ الْخلقَة لَيْسُوا من نسل أُولَئِكَ وَلَكنهُمْ خلق على حِدة. وَقَالَ الجاحظ: زعم بَعضهم أَنهم ثَلَاثَة أَجنَاس: نَاس ونسناس ونسانس. وَعَن أبي سعيد الضَّرِير: النسانس: الْإِنَاث مِنْهُم. وَأنْشد قَول الْكُمَيْت: ... وَإِن جمعُوا نْسنَاسَهم والنَّسَانِسَا ... وَقد تفتح النُّون. وَقيل: النسنسة الضعْف. وَبهَا سمي النسناس لضعف خلقهمْ.
نسم فِي الحَدِيث: تنكبوا الْغُبَار فَمِنْهُ يكون النَّسمة. أَي الربو لِأَنَّهُ ريح تخرج من الْجوف وَنَسَم الشَّيْء رِيحه.
نسأ لَا تستنسئوا الشَّيْطَان. يَعْنِي إِذا أردتم خيرا فعجلوه وَلَا تؤخروه ولاتستمهلوا الشَّيْطَان فِيهِ لأنَّ