مُرِيد الْخَيْر إِذا تباطأ فِي فعله فكأنَّ تِلْكَ مهله مَطْلُوبَة من الشَّيْطَان.
النُّون مَعَ الشين
نشق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن للشَّيْطَان نشوقا ولعوقا ودساما. أَي مَا ينشقه الْإِنْسَان إنشاقا وَهُوَ جعله فِي أَنفه ويلعقه إِيَّاه ويدسم بِهِ أُذنيه أَي يسدُّ يَعْنِي أَن وساوسه مَا وجدت منفذا دخلت فِيهِ.
نشى دخل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى خَدِيجَة رَضِي الله عَنْهَا يخطبها وَدخلت عَلَيْهَا مستنشية من مولدات قُرَيْش فَقَالَت: أمحمد هَذَا وَالَّذِي يحلف بِهِ إِن جَاءَ لخاطبا. هِيَ الكاهنة لِأَنَّهَا تتعاطى علم الأكوان والأحداث وتستحثها من قَوْلك: فلَان يستنثي الْأَخْبَار. ويروى بِالْهَمْز من انشأ الشَّيْء إِذا ابتدأه. والمستنشأ: الْمَرْفُوع المجدَّد من الْأَعْلَام والصُّوى. وكل مُجَدد منشأ والكاهنة تستحدث الْأُمُور وتجدد الْأَخْبَار. لم يُصدق امْرَأَة من نِسَائِهِ أَكثر من اثْنَتَيْ عشرَة أُوقِيَّة ونش.
يشنش هُوَ نصف الْأُوقِيَّة عشرُون درهما كَأَنَّهُ سُمي لقلته وخفَّته من النشنشة وَهِي التحريك والخفة وَالْحَرَكَة من وادٍ وَاحِد. إِذا نشأت بحريَّة ثمَّ تشاءمت فَتلك عين غديقة.
نَشأ هُوَ من قَوْلهم: من أَيْن نشأت وأنشأت أَي خرجت وابتدأت. وَأَنْشَأَ يفعل كَذَا أَخذ يفعل نسب السحابة إِلَى الْبَحْر لِأَنَّهُ أَرَادَ كَونهَا ناشئة من جِهَته وَالْبَحْر من الْمَدِينَة فِي جَانب الْيَمين وَهُوَ الْجَانِب الَّذِي مِنْهُ تهبّ الْجنُوب فَإِذا نشأت مِنْهُ السحابة ثمَّ تشاءمت أَي أخذت نَحْو الشَّام وَهُوَ الْجَانِب الَّذِي مِنْهُ تهبّ الشمَال كَانَت غزيرة.