قَالَ وَقَوله تَعَالَى {وَإِن عزموا الطَّلَاق فَإِن الله سميع عليم} يدل على أَن معنى {السَّمِيع} غير معنى {الْعَلِيم} وَقَالَ {قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك فِي زَوجهَا} وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام سُبْحَانَ من وسع سَمعه الْأَصْوَات وَمعنى ذَلِك من قَوْله أَنه لَو جَازَ أَن يسمع بِغَيْر سمع جازها أَن يعلم بِغَيْر علم وَذَلِكَ محَال فَهُوَ عَالم بِعلم سميع بسمع
وَمذهب أبي عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ أَن لله عز وَجل وَجها لَا كالصور المصورة والأعيان المخططة بل وجهة وَصفه بقوله {كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه} وَمن غير مَعْنَاهُ فقد ألحد عَنهُ وَذَلِكَ عِنْده وَجه فِي الْحَقِيقَة دون الْمجَاز وَوجه الله بَاقٍ لَا يبْلى وَصفَة لَهُ لَا تفنى وَمن ادّعى أَن وَجهه نَفسه فقد ألحد وَمن غير مَعْنَاهُ فقد كفر وَلَيْسَ معنى وَجه معنى جَسَد عِنْده وَلَا صُورَة وَلَا تخطيط وَمن قَالَ ذَلِك فقد ابتدع