وَأَنه مَوْصُوف بِمَا أوجبه السّمع والاجماع وَذَلِكَ دَلِيل إثْبَاته وَأَنه مَوْجُود
قَالَ احْمَد بن حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ من قَالَ إِن الله عز وَجل لم يكن مَوْصُوفا حَتَّى وَصفه الواصفون فَهُوَ بذلك خَارج عَن الدّين
وَبَيَان ذَلِك أَن يلْزمه أَن لَا يكون وَاحِدًا حَتَّى وَحده الموحدون وَذَلِكَ فَاسد
وَعِنْده أَنه قد ثَبت أَن الله تَعَالَى قَادر حَيّ عَالم وَقَرَأَ {هُوَ الْحَيّ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} {وَكَانَ الله على كل شَيْء مقتدرا} {وَكَانَ الله بِكُل شَيْء عليما}
قَالَ وَفِي صِفَات الله تَعَالَى مَا لَا سَبِيل إِلَى مَعْرفَته إِلَّا بِالسَّمْعِ مثل قَوْله تَعَالَى {وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير} فَبَان بإخباره عَن نَفسه مَا اعتقدته الْعُقُول فِيهِ وَأَن قَوْلنَا سميع بَصِير صفة من لَا يشْتَبه عَلَيْهِ شَيْء كَمَا قَالَ فِي كِتَابه الْكَرِيم وَلَا تكون رُؤْيَة إِلَّا ببصر يَعْنِي من المبصرات بِغَيْر صفة من لَا يغيب عَلَيْهِ وَلَا عَنهُ شَيْء وَلَيْسَ ذَلِك بِمَعْنى الْعلم كَمَا يَقُوله المخالفون أَلا ترى إِلَى قَوْله تَعَالَى لمُوسَى {إِنَّنِي مَعَكُمَا أسمع وَأرى}