وَكَانَ يَقُول إِن لله تَعَالَى يدان وهما صفة لَهُ فِي ذَاته ليستا بجارحتين وليستا بمركبتين وَلَا جسم وَلَا جنس من الْأَجْسَام وَلَا من جنس الْمَحْدُود والتركيب والأبعاض والجوارح وَلَا يُقَاس على ذَلِك لَا مرفق وَلَا عضد وَلَا فِيمَا يَقْتَضِي ذَلِك من إِطْلَاق قَوْلهم يَد إِلَّا مَا نطق الْقُرْآن بِهِ أَو صحت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السّنة فِيهِ قَالَ الله تَعَالَى {بل يَدَاهُ مبسوطتان} وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كلتا يَدَيْهِ يَمِين وَقَالَ الله عز وَجل {مَا مَنعك أَن تسْجد لما خلقت بيَدي} وَقَالَ {وَالسَّمَاوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ} وَيفْسد أَن تكون يَده الْقُوَّة وَالنعْمَة والتفضل لِأَن جمع يَد أيد وَجمع تِلْكَ أياد وَلَو كَانَت الْيَد عِنْده الْقُوَّة لسقطت فَضِيلَة آدم وَثبتت حجَّة إِبْلِيس
وَكَانَ يَقُول إِن لله تَعَالَى علما وَهُوَ عَالم بِعلم لقَوْله تَعَالَى {وَهُوَ بِكُل شَيْء عليم} وَبِقَوْلِهِ {وَلَا يحيطون بِشَيْء من علمه} وَذَلِكَ فِي الْقُرْآن كثير وَقد بَينه الله عز وَجل بَيَانا شافيا بقوله عز وَجل {لَكِن الله يشْهد بِمَا أنزل إِلَيْك أنزلهُ بِعِلْمِهِ} وَقَالَ {لم يَسْتَجِيبُوا لكم فاعلموا أَنما أنزل بِعلم الله}