نفسي، فقال. "لا تَحْكِ هذا عنكَ ولا عنّي، فما سمعتُ عالماً يقولُ هذا" -أو العلماءَ، شكَّ فُوران- وقال له: "القرآنُ كلامُ الله غيرُ مخلوقٍ حيثُ تصرَّفَ".

فقلتُ لأبي طالب -وأبو عبد الله يسمَعُ-: إنْ كنتَ حكيت هذا لأحَدٍ فاذهَبْ حتى تُخْبِرَه أنَّ أبا عبد الله نهى عن هذا، فخَرَجَ أبو طالب فأخبرَ غيرَ واحدٍ بنَهْي أبي عبد الله، منهم: أبو بكر بن زنْجَوَيْهِ، والفضلُ بن زياد القطَّانُ، وحَمْدان بن عليّ الورَّاقُ، وأبو عُبَيْد، وأبو عامر، وكتبَ أبو طالبٍ بخَطِّه إلى أهلِ نَصيبينَ بعدَ مَوْت أبي عبد الله يُخبِرُهم أنَّ أبا عبد الله نهى أنْ يقال: لفظي بالقرآن غيرُ مخلوق، وجاءني أبو طالب بكتابهِ وقد ضرَبَ على المسألة مِن كتابهِ.

قال زكريّا بن الفَرَج -راوي القصَّة عن فُوران-:

فمضَيْتُ إلى عبد الوهّاب الورَّاق، فأخذَ الرُّقْعَةَ فقَرأها، فقال لي: مَن أخبرك بهذا عن أحمد؟ فقلتُ له: فُوران بن محمد، فقال: الثِّقَةُ المأمونُ على أحمد.

قال زكريّا: وكانَ قبلَ ذلك قد أخبرَ أبو بكرٍ المَرّوذيُّ عبدَ الوهّاب، فصارَ عند عبد الوهّاب شاهدان (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015