قلتُ. فهذه الحكايةُ الصَّحيحةُ قاطعةٌ في عَدَم قولِ الإِمام أحمدَ بهذه المقالةِ، بل هي صريحةٌ في كونِه لم يتفوَّهْ بها، وإنَّما كان ما نقلَ عنه أبو طالب خطأ تأوَّله، فعنَّفه أحمدُ ونَهاه عنه.

فكلُّ ما وَرَدَ عنه من القولِ بها فإنَّ هذه الحكايةَ تُكَذِّبهُ.

5 - وقال البخاري رحمه الله:

"وقعَ عندِي عن أحمد بن حنبل على اثنين وعشرينَ وجْهاً، كلُّها يُخالِفُ بعضُها بعضاً، والصَّحيحُ عندي أنَّه قال: ما سمعتُ عالماً يقول: لفظي بالقرآن غيرُ مخلوق" (?).

قلتُ: فهذه النصوصُ التي ذكرتُ عن الإِمام أحمدَ كافيةٌ في بيان اعتقادِه في هذه القضيةِ، فكما أنَّه أنكرَ بدعةَ اللفظيةِ النافيةِ أنكرَ كذلك بدعة اللفظيةِ المُثْبِتَة، ولم يُوافِقْ أيّاً من الطائفتين على بدعَتِهم، وأولئك النافيةُ جهَّمهم، وَهؤلاءِ المُثْبِتَة بدَّعَهم وأمَرَ بِهَجْرِهم.

• بيان خطإ من أخطأ على الإِمام أحمد في هذه المسألة:

ولكنَّ أقواماً من أهْلِ السُّنَّة والحديثِ أرادوا ردَّ بدعةِ اللفظيةِ النافيةِ القائلينَ: (ألفاظُنا بالقرآن مخلوقةٌ) فقابَلوهم بإطلاقِ الضِّدِّ، فقالوا: (ألفاظُنا بالقرآن غيرُ مخلوقة) ولم يكن مرادُهم إلَّا إثباتَ أنَّ هذا القرآنَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015