فدخَلْنا على أبي عبد الله، فإذا هو غضبانُ شديدُ الغَضَب، قد تبيَّنَ الغضَبُ في وجهِهِ، فقال: "اذْهَبْ فَجِئْني بأبي طالبٍ" فجئتُ به، فقعَدَ بين يَدَيْ أبي عبد الله وهو يَرْعُدُ، فقال: "كتبتَ إلى أهلِ نصِيبينَ تخبرُهم عنّي أنّي قلتُ: لفظي بالقرآن غيرُ مخلوق؟ " فقال: إنَّما حكيتُ عن نَفْسي، قال: "فلا يَحِلُّ هذا عنْكَ ولا عن نَفْسِي، فما سمعتُ عالماً قال هذا".

قال أبو عبد الله: "القرآن كلامُ الله غيرُ مخلوقٍ كيفَ تصَرَّف".

فقيلَ لأبي طالب: اخْرُجْ وأخْبِرْ أنَّ أبا عبد الله قد نَهى أن يقالَ: لفظي بالقرآن غيرُ مخلوق، فخرجَ أبو طالب فلقيَ جماعةً من المحدِّثينَ فأخبرَهم أنَّ أبا عبد الله نَهاه أنْ يقولَ: لفظي بالقرآن غيرُ مخلوق (?).

رواية فُوران بن محمد:

قال رحمه الله: جاءَني صالحٌ -وأبو بكْرٍ المَرّوذيُّ عندي- فدعاني إلى أبي عبد الله، وقال: إنَّه قدْ بلغَ أبي أنَّ أبا طالبٍ قد حكى عنه أنَّه يقولُ: لفظي بالقرآن غيرُ مخلوق، فقمتُ إليه، فتَبِعَني صالحٌ، فدارَ صالحٌ من بابهِ، فدخَلْنا على أبي عبد الله، فإذا أبو عبدَ الله غضبانُ شديدُ الغضَبِ، بَيِّنُ الغضبُ في وجههِ، فقال لأبي بكر: اذهَبْ فجئْني بأبي طالب، فجاءَ أبو طالب، وجعلتُ أسَكِّنُ أبا عبد الله قبلَ مَجيءِ أبي طالب، وأقولُ: له حُرْمَة، فقعَدَ بين يَدَيْه -وهو متغيّرُ اللَّونِ- فقالَ له أبو عبد الله: "حكَيْتَ عنّي أني قلتُ: لفظي بالقرآن غيرُ مخلوق؟ " فقال: إنَّما حكيتُ عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015